العزاء مصيبة أم مواساة...؟

بسم الله الرحمن الرحيم
العزاء مصيبة أم مواساة...؟
إن الحياة مليئة بالأضداد والمتقابلات ,والإنسان في هذه الحياة لا بد أن يمر بأحوال مختلفة من الأتراح والأفراح , لكن المصائب المفجعة بفراق حبيب أو قريب لها أثر كبير على الإنسان قد تنعكس على مسيرة حياته بأكملها, من هذا المنطلق تظهر أهمية المواساة في المصائب وتصبح أمرا ملحا, ففي القديم كان في التعازي جوانب مظلمة كثيرة فهي على سبيل العدّ لا الحصر تتمثل في الاجتماع للندب والنياحة, وضرب الخدود وشق الجيوب,إظهارا من الآخرين المودة تجاه الميت أو أقربائه وعلى صاحب المصيبة أن يقوم بواجب الضيافة ومن ثَم إعداد الولائم لكل من حضر حتى لوكلفه ذلك أن يستدين أمولا طائلة خوفا منه أن يقع في العار والمسبة, وهي بلا أدنى شك عادات جاهلية ممقوتة ,وتنزل على صاحب المصيبة فاجعتان, ربما تطول مدة التعزية على حسب مكانة المتوفى الاجتماعية قد تستمر لفترة طويلة من الزمن ..........
إلا انه بحمد الله , ثم بفضل بعض الخيّرين والمصلحين الذين بذلوا مساعي تستحق منا كل التقدير والاحترام, تم تجاوز الكثير من هذه العادات البالية (التي أكل عليها الزمن وشرب ..!) وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على دخول نور العلم والالتزام بشرع الله سبحانه وتعالى إلى منطقتنا العزيزة ,و أدركوا جميعهم أن التعزية لم تسن سوى للتخفيف من المصيبة وإزالة آثارها من القلب لا لزيادتها وهذا كله بفضل الله أولا وآخرا
لكن ما تزال تحكمنا بعض العادات السيئة في التعازي لا بد من الإشارة إليها ولو بشيء من الاختصار منها:
1- التعزية بعد ثلاثة أيام عند بعض الناس
2- الالتفاف على موضوع الولائم بشكل ربما إذا تطو رفي المستقبل قد يجر الى أمر أقسى ونقع في شيءلا تحمد عقباه
3- طول المكوث في بيت العزاء إلى حد غير معقول
4- التقبيل علي الوجه فصاحب المصيبة مضطر لئن يقبل كل من حضر على الوجه ويترتب على ذلك الضيق والحرج , والحل بسيط وهو استبدال تقبيل الوجه بالتقبيل على الكتف وهذا شيء فيما أراه أفضل بكثير من سابقه
وفي نهاية هذا الموضوع اقترح أمرايسرني سماع وجهة نظركم فيه
وهو تحديد التعزية بأوقات يتعارف عليه الجميع وتجنب بعض الاوقات التي تسبب الحرج لأهل الفاجعة
فما هو رأيكم في ذلك دام فضلكم